شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد القاهري الشافعي، ولد بحارة بهاء الدين بالقرب من باب الفتوح بالقاهرة، على مسافةٍ بسيطةٍ من الدَّرب المجاور لمدرسة شيخ الإسلام البلقيني، ثم انتقل وهو في الرابعة من عمره للسكن في منزل آخر بجوار دار العلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني، مما كان له أعظم الأثر في تكوينه الثقافي والعلمي بسبب ملازمته الدائمة لأستاذه وشيخه ابن حجر. ...السيرة الذاتية
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد القاهري الشافعي، ولد بحارة بهاء الدين بالقرب من باب الفتوح بالقاهرة، على مسافةٍ بسيطةٍ من الدَّرب المجاور لمدرسة شيخ الإسلام البلقيني، ثم انتقل وهو في الرابعة من عمره للسكن في منزل آخر بجوار دار العلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني، مما كان له أعظم الأثر في تكوينه الثقافي والعلمي بسبب ملازمته الدائمة لأستاذه وشيخه ابن حجر. ...السيرة الذاتية
ألَّفه لأجل محمود بن حسن المشهور بابن الأمشاطي.
صنف من أجله كتاب التبر المسبوك في الذيل على تاريخ المقريزي السلوك
كان السخاوي محدِّثًا كبيرًا، انتهى إليه علم الحديث في عصره؛ كما كان مؤرخًا بارعًا، حيث جمع بين علم الحديث - بما يحتويه من قواعد الإسناد وتدقيق الرواية والجرح والتعديل- وعلم التاريخ، وهو ما ميَّزه فصار مؤرخًا ناقدًا يتحرى الحقائق ويحللها؛ وارتبطت براعته النقدية في التاريخ ببراعته في الجرح والتعديل كمحدِّث؛ وهو ما أضفى على مصنفاته التاريخية قوتها وطرافتها. وعن دراسته للعلم وتفوقه فيه منذ صغره نجد أنه التحق بالكُتَّاب صغيرًا، ودرس القرآن والنحو والعروض واللغة والفقه والحساب والميقات والمنطق، وتجلَّت مواهبه وقدراته المدهشة حيث أجازه عددٌ من شيوخه، فقد أجيز له الإفتاء ولم يبلغ العشرين عامًا بعد. وقد لازم الإمام ابن حجر وأخذ عنه علم الحديث وعلم التاريخ وعلم التراجم. وبعد وفاة أستاذه وشيخه ابن حجر في أواخر سنة 852هـ/ 1449م قام برحلات علمية داخل مصر وخارجها، فقد سافر إلى دمياط ودرس على شيوخها حينًا، ثم سافر إلى مكة ليؤدي فريضة الحج للمرة الأولى؛ وهناك أيضًا تلقى العلم على شيوخ مكة والمدينة، وطاف بالبقاع والمشاهد المقدسة كلها؛ ثم عاد إلى مصر، وسافر إلى الإسكندرية ودَرَسَ بها حينًا، وزار معظم مدن الوجه البحري بمصر وقرأ على شيوخها الأعلام جميعًا، وحصَّل الكثير من العلوم والمعارف. ثم زار الشام ليتعلم في معاهدها الشهيرة، وتلقي العلم على يد علمائها الأعلام، فسافر إلى فلسطين وطاف بمدنها: بيت المقدس والخليل ونابلس، ثم قصد الشام فزار دمشق وحمص وحماة واستقر فترةً في حلب، وكان اهتمامه بدراسة الحديث والفقه وعلوم اللغة، ويذكر عن نفسه أنه تلقى العلم على يد عدد من شيوخ العصر، ذائعي الصيت في مختلف العلوم والفنون، الذين بلغ عددهم أربعمائة شيخ، وفي مقدمتهم شيخُه وإمامه ابن حجر. وبعد عودته إلى القاهرة عكف على التدريس، ولا سيما علم الحديث، وكان ذلك بمنزله، وفي العديد من المدارس الشهيرة بمصر آنذاك، مثل: خانقاة سعيد السعداء، ودار الحديث الكاملية، ومدرسة الأمير صرغتمش، ومدرسة الظاهر برقوق، وغيرها من المدارس، فذاع صيته وأقبل عليه طلاب العلم من كل مكان. وفي عام 870هـ/ 1466م سافر مرةً ثانية إلى مكة للحج، فاستقر بها مدة وقام بتدريس بعض تصانيفه وتصانيف غيره، ولما رجع إلى القاهرة استأنف دروسه، ووصل في هذه الفترة إلى أعلى مرتبة في علم الحديث، فشغل مركز شيخه ابن حجر في هذا العلم. وفي عام 885هـ/ 1480م سافر للمرة الثالثة إلى مكة للحج، ومكث بها عامًا للدرس والتدريس، وفي عام 887هـ/ 1482م سافر مرة رابعة إلى مكة للحج، ومكث بها عامًا، قضى منه ثلاثة أشهر بالمدينة المنورة للدرس والتدريس، ثم سافر إلى مكة في عام 892هـ/ 1487م للحج للمرة الخامسة، ومكث بها عامًا آخر للدرس والتدريس، ثم حج مرةً سادسةً في عام 894هـ/ 1489م، ودرَّس العديد من مصنفاته وألقى الكثير من الدروس، وكتب بها العديد من تصانيفه. وبعد عودته إلى القاهرة في عام 898هـ/ 1493م استقر بمنزله، وترك التدريس في المدارس والحلقات العامة، كما ترك الإفتاء، واكتفى بالإقراء في منزله لخاصة تلامذته، واستمر في الدرس والتأليف حتى فاق شيخه ابن حجر في ميدانه كما ذكرت المصادر التاريخية، وتفوَّق في فن الجرح والتعديل حتى وصل فيه إلى قمة تطوره علمًا ومكانة. ثم سافر إلى مكة مرةً سابعةً للحج، ومكث بعد الحج للإقراء والتدريس، وتنقل ما بين مكة والمدينة، ثم استقر أخيرًا بالمدينة واستمر في إلقاء دروسه بها حتى وفاته في 13 ذي القعدة سنة 902هـ/ 1497م، وكان عمره وقت وفاته إحدى وسبعين عامًا، ودُفن بالبقيع بجوار مشهد الإمام مالك. والجدير بالذكر أنّ شُهرة الإمام شمس الدين السخاوي تعدت مصر، وذاعت في أنحاء العالم الإسلامي، ولا سيما بلاد الشام وفلسطين وبلاد الحجاز، وتعلم على يديه مئات العلماء والطلبة، كما حرص دائمًا على أن ينأى بنفسه عن ميادين السياسة وألاعيبها وعن البلاط السلطاني، وكذلك منصب القضاء رغم محاولات صديقه الأمير "يشبك من مهدي".
ت: 440 هـ | العصر العباسي
ت: 395 هـ | الدولة الفاطمية
ت: 252 هـ | العصر العباسي
ت: 1150 هـ | عربي الأصل | العصر العثماني و الدولة القرمانلية
يلقي موقع علماء العالم الإسلامي الضوء على سيرة وإسهامات علماء العالم الإسلامي، ودورهم في الحضارة الإنسانية. ويضم الموقع مجموعة كبيرة من أهم العلماء شرقًا وغربًا، وفي مختلف مجالات العلوم العقلية والنقلية. ....المزيد