أبو علي الحسن بن الحسن البصري، عالم كبير تخصص في علم البصريات، واكتشف علم الضوء، وأضاف إلى الحضارة الإسلامية نظريات ومنهجًا علميًّا جديدًا، أسهم في علم الفلك والفلسفة والرياضيات والفيزياء، وقام بالتدريس في الجامع الأزهر. ...السيرة الذاتية
أبو علي الحسن بن الحسن البصري، عالم كبير تخصص في علم البصريات، واكتشف علم الضوء، وأضاف إلى الحضارة الإسلامية نظريات ومنهجًا علميًّا جديدًا، أسهم في علم الفلك والفلسفة والرياضيات والفيزياء، وقام بالتدريس في الجامع الأزهر. ...السيرة الذاتية
يعد هذا الكتاب أوسع أعمال ابن الهيثم انتشارًا، فقد كان له دور مهم في تأسيس علم البصريات. ويرى المختصون أن هذا المصنف من أكثر الأعمال استيفاءً لبحوث الضوء والبصريات. وقد انتشر هذا الكتاب في العصور الوسطى انتشارًا كبيرًا وترجم إلى عدة لغات.
ويعرف أيضًا باسم "كتاب ثمرة الحكمة".
مثل: الشبكية والقرنية والسائل المائي والسائل الزجاجي.
إلى جانب بحوثه في الأشعة والضوء والانعكاسات، ومن الثابت أن "كتاب المناظر" أكثر الكتب القديمة استقصاءً واستيفاءً لبحوث علم الضوء، وكان له الفضل في تطور علم البصريات وجعله علمًا مستقلًا له أصوله وقواعده.
وله إسهامات في تطبيق الهندسة على المنطق، ونجح في استباط قوانين صحيحة لمساحة الكرة والهرم والإسطوانة المائلة والقطاع الدائري.
عندما سمع الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله عن براعة ابن الهيثم، وما قاله عن استطاعته بناء سد على نهر النيل للحصول على منفعة أكبر من مياهه زيادة ونقص، دعاه إلى مصر لتنفيذ مشروعه، وبعد الدراسة الميدانية وتأكد ابن الهيثم من عدم المقدرة على تنفيذ هذا المشروع ولاه الحاكم بعض الوظائف الهامة في بعض الدوواين.
اشتُهر ابن الهيثم ببراعته في هندسة البناء، فكان أهل البصرة، بمن فيهم أميرها، يطلبون منه تصميم بيوتهم؛ إذ طلب من ابن الهيثم تصميم قصرٍ للإمارة، فقام ابن الهيثم برسم التصاميم، لكنه اعتذر عن الإشراف على البناء، مؤكدًا أن ذلك من اختصاص البنّائين، وأصرّ الأمير على مشاركة ابن الهيثم في التنفيذ، مما أدى إلى خلاف لم يجد ابن الهيثم حلًّا له سوى الفرار من البصرة. فضَّل ابن الهيثم التركيز على شغفه بالدراسة والتعليم، فرأى في أعمال البناء مشغلةً تمنعه من تحقيق هدفه، فكانت وجهة فراره الأولى بغداد خوفًا من بطش أمير البصرة، الذي أرسل جواسيسه لمراقبته وحرَّض العلماء عليه، فاضطر ابن الهيثم إلى الفرار مرة أخرى، وهذه المرة كانت إلى الشام، وهناك لخص ثلاثين كتابًا في الطب لجالينوس، وكان أمير الشام يحرص على الحصول على كل ما ينتجه ابن الهيثم من كتب مترجمة وملخصة، ويأمر النسَّاخ في مكتبة قصره بنسخها. وفي حمص بالشام عكف ابن الهيثم على دراسة خريطة مصر، ليفكر في وسيلة لتوفير مياه نهر النيل، خاصة بعد الجفاف الذي أصابها لمدة أربع سنوات في ذلك الوقت، فاجتمع ابن الهيثم مع الأمير ورئيس مكتبة دار العلم بالقاهرة أبو الحسن الشابشتي، وأعرب له عن رأيه بأنه يجب على أهل مصر بناء سدٍّ خلفه بحيرة تخزَّن فيها المياه للسنوات العجاف. ونقل أبو الحسن الشابشتي بمجرد عودته إلى القاهرة، ما سمعه من ابن الهيثم إلى الخليفة الفاطمي، فاستدعى الحاكمُ بأمر الله الحسنَ بن الهيثم لتنفيذ مشروعه، ورأى ابن الهيثم أنه لابد من معاينة فكرة تنفيذ المشروع على الطبيعة، فأخذ معه مجموعة من الصنَّاع المهرة في أعمال البناء إلى جنوب مصر، فلمَّا قام بالدراسة الميدانية لفكرته ورأى آثار السابقين من المصريين القدماء، وتقدمهم في شتى المجالات وخاصة في الهندسة والفنون المختلفة، تيقن من استحالة تنفيذ فكرته. فعاد خجلًا إلى القاهرة واعتذر للخليفة، فتظاهر الحاكمُ بقبول عذره، وأمر بتوليته منصبًا من مناصب الدولة (كاتبًا للحسابات في ديوان الرواتب) حتى لا يغادر مصر، فتولاها ابن الهيثم رهبةً لا رغبة، ولم يكن يستطيع التخلي عن عمله والانسحاب منه؛ خوفًا من غدر الحاكم بأمر الله، فلم يجد وسيلة للتخلص مما فيه إلا ادعاء الجنون، فلما بلغ ذلك الحاكم بأمر الله عزله عن منصبه وأمر بحبسه في منزله، وجعل عليه من يخدمه مع صرف راتب شهري له من بيت المال. وفي تلك الفترة اكتشف فكرة الغرفة المظلمة التي صارت فيما بعد، أساسًا لفكرة آلة التصوير الفوتوغرافي، وبعد مقتل الحاكم بأمر الله صارت أخت الخليفة (ست الملك) وصيةً على حكم ابن أخيها، الذي كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت إحدى عشرة سنة، فأمرت سِتُّ الملك بضم الحسن بن الهيثم إلى مجلس العلماء في محاولة منها لرد اعتباره، ولكن ابن الهيثم رفض معتذرًا، ورد إليها كلَّ المال الذي كان يُصرف له من بيت المال وقت تحديد إقامته. أجمع مؤرخو العلم أن طريقة ابن الهيثم في البحث، اتبعت أساليب المنهج العلمي الحديث، حيث كانت قائمة على الاستقراء والقياس والتمثيل (التجريب)، وقد تجاوزت مؤلفاته المائتي مصنف، أُنجز معظمها في القاهرة أيام فترة محبسه، أو فيما بعد عندما اتخذ دارًا بجوار الجامع الأزهر. ومن أوسع أعمال ابن الهيثم انتشارًا كان كتاب "المناظر" والذي له دور مهم في تأسيس علم البصريات، واستفادت أوربا من مؤلفاته في القرنين الثاني والثالث عشر الميلاديين، وذلك حينما نقل المخترع جون بيكهام صناعة العدسة المكبِّرة إلى إيطاليا، اعتمادًا على مؤلفات ابن الهيثم في البصريات. وأهم ما يميز ابن الهيثم تخصصه في علوم الفيزياء وخاصة علم البصريات؛ فهو رائد علم البصريات، وقام بتعريف الضوء وشرح أقسامه، وفسّر أهم الظواهر الضوئية كالانكسار والانعكاس والحيود، كما أنه شرح بشكل تشريحي مميز تركيبَ العين وحدد وظيفة كل جزء فيها. أما درة اختراعات ابن الهيثم وأعماله، فهي اختراع أو اكتشاف الغرفة المظلمة أو الخزانة ذات الثقب؛ فقد فسرها ابن الهيثم بأن امتداد الضوء كخطوط مستقيمة، يؤدي إلى أن الضوء الصادر من الجسم إذا نفذ عبر ثقبٍ ضيق في حاجز، وتم استقباله على حائل أبيض، فإنه تتكون على هذا الحائل صورة للجسم معكوسة أو مقلوبة. ومن الأقوال التي قيلت في حق ابن الهيثم ما جاء في كتاب "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" لابن أبي أصيبعة "إنَّ ابن الهيثم كان متفننًا في العلوم، وكان ذكاؤه خارقًا لا يدانيه فيه أهل زمانه، لخص كتب أرسطوطاليس وجالينوس وعلق عليهما، وكان ملمًّا بأصول الطب وإن لم يمارسها"، ونجد في كتاب "العلوم البحتة في العصور الإسلامية" لمؤلفه الأستاذ عمر كحالة وهو يقول "كان ابن الهيثم من أعظم علماء العرب في علم الطبيعة، بل أعظم علماء هذا العصر في القرون الوسطى، ومن علماء البصريات القليلين المشهورين في العالم كله، فكانت مؤلفاته ومباحثه المرجعَ المعتمد في أوربا إلى القرن السادس عشر الميلادي، وقد بقيت كتبه منهلًا ينهل منه أكثر علماء القرون الوسطى، مثل كبلر ودافنشي وبيكون وغيرهم". وفي كتاب للأستاذ محمد فائز القصري بعنوان "مظاهر الثقافة الإسلامية وأثرها في الحضارة" نجد المؤلف يقول "أبدى ابنُ الهيثم الشكَّ في نظرية أرسطوطاليس وبطليموس، القائلة بأن الأرض هي مركز الكون وأن الأفلاك تدور حولها، ولما وجد هذه النظرية غير مقنعة، قال "من الممكن أن نتصور أوضاعًا أخرى وحركات سماوية غير التي رآها أرسطو وبطليموس، وأن هناك مجموعة شمسية تدور"، وفعلًا وبعد ابن الهيثم بألف سنة، نجد أن نيوتن وكوبرنيكوس توصَّلا إلى نظرية المجموعة الشمسية، وأن الأرض واحدة منها مع باقي الكواكب تدور حول الشمس".
ت: 646 هـ | الدولة الأيوبية
ت: 668 هـ | عربي الأصل | الدولة الأيوبية و دولة المماليك البحرية
ت: 914 هـ | عربي الأصل | دولة المماليك الجراكسة
ت: 260 هـ | العصر العباسي
يلقي موقع علماء العالم الإسلامي الضوء على سيرة وإسهامات علماء العالم الإسلامي، ودورهم في الحضارة الإنسانية. ويضم الموقع مجموعة كبيرة من أهم العلماء شرقًا وغربًا، وفي مختلف مجالات العلوم العقلية والنقلية. ....المزيد