موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد الموصلي البغدادي الشافعي ويلقب بـابن اللبَّاد، عالم موسوعي من علماء القرن السادس الهجري – الثاني عشر الميلادي، كانت له إسهامات كثيرة في فروع المعرفة، وخاصة علم النبات، والطب، وكان رحالةً طاف العديد من المدن طالبا للعلم ومُعلما. ...السيرة الذاتية
موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد الموصلي البغدادي الشافعي ويلقب بـابن اللبَّاد، عالم موسوعي من علماء القرن السادس الهجري – الثاني عشر الميلادي، كانت له إسهامات كثيرة في فروع المعرفة، وخاصة علم النبات، والطب، وكان رحالةً طاف العديد من المدن طالبا للعلم ومُعلما. ...السيرة الذاتية
وهو أهم ما وصل إلينا من مؤلفاته، يصف فيه رحلته إلى وادي النيل نهاية القرن السادس الهجري، وقد ذاعت شهرة هذه الرحلة وترجمت إلى بضع لغات أوروبية.
أول من تولاه بالرعاية العلمية والتربية، فكان أستاذه في التصوف وشيخه
تعلم منه علم الحديث
تعلم منه علم الحديث
تعلم منه علم الحديث
تعلم منه علم الحديث
تعلم منه علم الحديث
كان يعلمه من أول النهار لآخره، وكان البغدادي يحضر حلقته بمسجد الظفرية، ثم يخرج من المسجد فيذاكره في الطريق، وكان يوليه اهتماما ورعاية كبيرة
نشأ عبد اللطيف البغدادي في بيئة ثقافية عملت على صَقل شخصيته العلمية، فأبوه من علماء الحديث والقراءات، وعمه من كبار الفقهاء، وكان في بغداد زمنَ البغدادي ثلاثون مدرسةً، جميعها بالجانب الشرقي من نهر دجلة محل إقامته، وأشهرها المدرسة النظامية، وأول من تعهد عبدَ اللطيف البغدادي بالتربية والتعليم هو الشيخ أبو النجيب السُّهرَوردي، قال عنه البغدادي في ترجمته لنفسه "تربيت في حجر الشيخ أبي النجيب، لا أعرف اللهو واللعب، وأكثر زماني مصروف في سماع الحديث"، وبعد أن أنهى عبد اللطيف البغدادي مرحلة التعليم الأساسي؛ أرسله أبوه إلى صديق له وهو كمال الدين عبد الرحمن الأنباري شيخ بغداد؛ فأرسله إلى تلميذ له هو الوجيه الواسطي. درس البغدادي اللغة والنحو على يد الواسطي؛ فحفظ كتاب "اللُّمَع" لابن جني ودرس شروحه المختلفة، ثم حفظ أدب الكاتب لابن قتيبة، وتقويم اللسان، ومشكل القرآن، وغريب القرآن، وكل ذلك كان في مدة قصيرة، ثم قرأ كتاب الإيضاح لأبي علي الفاسي وجمع ما قاله الشراح عنه، كما قرأ التكملة والمقتضب لأبي العباس المبرد، وكتاب ابن درستويه، وحفظ على الأنباري طائفة من كتاب سيبويه، كما درس شرح الكتاب للسيرافي، وأقبل البغدادي على دراسة كتب الفلسفة، ومنها كتب الغزالي: المقاصد والمعيار والميزان ومحك النظر، ثم كتب ابن سينا، واطَّلع أيضا على كتب الكيمياء وحصَّل الكثير من كتب جابر بن حيان، وابن وحشية. بحلول عام 585هـ / 1189م؛ أي وهو في الثامنة والعشرين من عمره أصبح يقارع العلماء الحجة بالحجة، وكوَّن لنفسه الشخصية التي أصبحت تحكم على العلماء، ثم رحل إلى الموصل قاصدًا الكمال بن يونس، وكان فذا في الرياضيات والفقه، يقول عن نفسه في تلك السنة التي قضاها في الموصل "وأقمتُ بالموصل سنةً في اشتغالٍ دائم متواصل ليلا ونهارا، وزعم أهل الموصل أنهم لم يروا من أحد قبلي ما رأوا مني من سعة المحفوظ". ارتحل البغدادي عن الموصل قاصدا دمشق، والتقى فيها كبار العلماء الذين كانوا في رعاية صلاح الدين الأيوبي، وصنَّف فيها تصانيف كثيرة في الحديث واللغة وأصول الدين، وانتقل بعد ذلك إلى القدس ثم سافر إلى صلاح الدين بعكا، وهناك اجتمع بقاضي العسكر يومئذ بهاء الدين بن شداد، وعماد الدين الكاتب الذي تولى ديوان الإنشاء، والقاضي الفاضل مستشار صلاح الدين، والذي قال عنه البغدادي أنه "أعجب بعلمه، بعد أن اختبره في مسائل لغوية كثيرة، فكتب له ورقة إلى ابن سناء الملك وكيله في مصر، بعد أن أطلعه البغدادي على رغبته في الذهاب إلى القاهرة، ويقول البغدادي: كان قصدي في مصر ثلاثة أنفس: ياسين السيميائي، والرئيس موسى بن ميمون اليهودي، وأبو القاسم الشارعي". ذهب البغدادي إلى مصر فقابله ابن سناء الملك بحفاوة بالغة وأنزله دارا تليق بمقامه، ثم قابل ياسين السيميائي وموسى بن ميمون وأبا القاسم الشارعي، وقرأ كتاب "دلالة الحائرين" أشهر كتب موسى بن ميمون، وقال عنه "كتاب سوء، يفسد أصول الشرائع بما يظن أنه يصلحها" أما ياسين السيميائي فقد وجده كذابا، ضعيف الحال، أما الفيلسوف موسى بن ميمون فوجده "فاضلا في الغاية قد غلب عليه حب الرياسة، وخدمة أرباب الدنيا"، وأما أبا القاسم الشارعي، فيصفه البغدادي قائلا "وجدته كما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين، سيرته سيرة الحكماء العقلاء، وكذا صورته، وقد رضي من الدنيا بالقليل لا يتعلق منها بشيء يشغله عن طلب الفضيلة"، وأبو القاسم هذا هو الذي عرَّف البغدادي بكتب القدماء من الفلاسفة وبخاصة كتب الفارابي. وصف عبد اللطيف البغدادي رحلته إلى مصر، وامتاز الوصف بالدقة على الرغم من اختصاره، وذكر في رحلته مختلف الشئون العمرانية والاجتماعية، وما تختص به من النبات والحيوان وما فيها من الآثار القديمة مثل الأهرامات وأبي الهول والمسلات والمعابد في مصر العليا ومنارة الإسكندرية وعمود السواري، وذكر حال الملوك وحمايتهم لتلك الآثار وذلك لأنها تدل على شيء من أحوال السلف وسيرتهم، إلا أنه ذكر أيضا أن القوم في عصره كانوا يخربون الآثار ويكسرون الأصنام، ويدخلون إلى المقابر بحثا عن الكنوز سعيا وراء الذهب المدفون مع الموتى. وقد وصف عبد اللطيف أيضا حمامات مصر، وقال إنه لم يشاهد أتقن منها وصفا ولا أتم حكمة ولا أحسن منظرا ومخبرا، كما تحدث عن النيل وكيفية زيادته وعلة ذلك وقوانينه، أما ما ذكره عن الأحداث في مصر وقت المجاعة فيما بين سنتي (595 - 598هـ / 1198 – 1201م)، فقد روى قصص مروعة عن الجوع والوباء. ولمَّا هادن صلاح الدين الصليبيين رحل البغدادي إلى القدس ولقى صلاح الدين الأيوبي لأول مرة، وعن صلاح الدين يقول البغدادي "رأيت ملكًا عظيمًا يملأ العين روعة، والقلوب محبة، قريبا بعيدا سهلا مجيبا، وأصحابه يتشبهون به يتسابقون إلى المعروف كما قال تعالى (ونَزعنا ما في صُدورِهم مِن غِلّ)"، ويصف أول ليلة حضرها قائلًا "وجدت مجلسًا حفل بأهل العلم يتذاكرون أصناف العلوم، وهو يحسن الاستماع والمشاركة، ويأتي بكل معنى بديع، وكان مهتما ببناء سور القدس وحفر خندقه، يتولى ذلك بنفسه، وينقل الحجارة على عاتقه، ويتأسى به جميع الناس الفقراء والأغنياء والأقوياء والضعفاء". عاد البغدادي إلى دمشق، وظل يقرئ الناس بالجامع الأموي، وبقي هناك مدةً عقب موت صلاح الدين، ثم بعد أن استولى الملك العادل على دمشق 592هـ/1196 توجه إلى القدس، ومنها إلى القاهرة ومرة أخرى أخذ يقرئ الناس بالجامع الأزهر، وبقي بمصر إلى أن توفى الملك العزيز عثمان، ثم رحل إلى بيت المقدس سنة 599هـ /1203 بعد أن ساءت الأحوال المعيشية والاجتماعية في مصر؛ عند حدوث المجاعة وما تبعها من المآسي التي سجلها البغدادي بنفسه في كتابه (الإفادة والاعتبار). وفي سنة 604هـ /1207 توجه إلى دمشق ونزل بالمدرسة العزيزية، وتميز في هذه الفترة من حياته في صناعة الطب، وصنف فيها كتبا كثيرة، وقبل ذلك كان مشهورا بعلم النحو، ومن دمشق ذهب إلى حلب وأقام بها مدة من الزمن، ويرجح أنه ترك دمشق بسبب معارضة حاكمها في ذلك الحين - وهو الملك الأشرف موسى - الاشتغال بالمنطق وعلوم الأوائل، بعد أن كان سلفه المعظم عيسى يشجع العلم والعلماء. ويذكر ابن أبي أصيبعة أن البغدادي كتب كتاب "قوانين البلاغة" في حلب سنة 615هـ /1218م، كما يذكر أنه حرر مقالة "الراوند" في حلب أيضا سنة 617هـ /1220م، ثم ترك حلب فيما بين عامي 617- 618هـ/ 1220-1221م ذاهبا إلى بلاد الروم ليبقى فيها ثمان سنوات؛ أي حتى عام 626هـ /1229م. عمل البغدادي في بلاد الروم في خدمة الملك علاء الدين داوود بن بهرام، وهو من أعظم ملوك الغزنويين، وصاحب أزرنجان (من بلاد أرمينية، كان فيها مسلمون من أعيان أهلها)، وكان البغدادي طبيبا له عظيم المنزلة، وقد صَنف باسم هذا الملك كتبا. ثم عاد إلى حلب وعاد إلى التدريس والاشتغال بالطب والتأليف، وأتم كتابه (المدهش في أخبار الحيوان) ثم نوى أن يحج، ولكن أراد أن يذهب إلى بغداد مسقط رأسه أثناء طريقه إلى مكة؛ ليقدم للخليفة المستنصر بالله أشياء من تصانيفه، ولمَّا وصل بغداد مرض بها وتوفي سنة 629هـ (8 نوفمبر 1231م)، ودفن بالدورية عند أبيه.
ت: 241 هـ | عربي الأصل | العصر العباسي
ت: 399 هـ | الدولة الفاطمية
ت: 930 هـ | تركي الأصل | العصر العثماني و دولة المماليك الجراكسة
ت: 376 هـ | فارسي الأصل | العصر العباسي
يلقي موقع علماء العالم الإسلامي الضوء على سيرة وإسهامات علماء العالم الإسلامي، ودورهم في الحضارة الإنسانية. ويضم الموقع مجموعة كبيرة من أهم العلماء شرقًا وغربًا، وفي مختلف مجالات العلوم العقلية والنقلية. ....المزيد