علم الحيل هو الاسم العربي لما يسمى بعلم الميكانيكا، والهدف منه معرفة كيفية الحصول على فعلٍ كبيرٍ بجهدٍ يسيرٍ، ولهذا سمَّاه العرب بالحيل، أي استخدام الحيلة مكان القوة، والعقل مكان العضلات، والآلة بدل البدن. ومن أهم الكتب التي أُلفت في علم الحيل كتاب "الحيل" لأبناء موسى بن شاكر، في القرن الثالث الهجري، وقد كونوا فريقا علميا فيما بينهم، وألَّفوا هذا الكتاب الذي يحتوي على مائة تركيب ميكانيكي مع شروح ورسوم توضيحية لطرق التشغيل والتركيب، ثمانون منها من النوع الذي سماه العرب "الأواني العجيبة" وهي أجهزة تعمل تلقائيا، والباقي من الفوارات التي تتغير أشكالها تلقائيا في فترات زمنية معينة، ومن المصابيح التي تغذي نفسها تلقائيا ومن أجهزة أخرى، ومنها جرافة ميكانيكية لالتقاط الأشياء من قاع البحار أو الأنهار، وكانت هذه الأجهزة النواة التي تطور منها علم التحكم الآلي. وكتاب "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل" لبديع الزمان أبي العز بن إسماعيل الرزاز الجزري - الذي عاش في القرنين السادس والسابع الهجريين - من الكتب المهمة أيضًا في هذا المجال، ويعتبر هذا الكتاب أعظم كتاب من نوعه في الهندسة الميكانيكية حتى العصور الحديثة، وتضمن هذا الكتاب تصميمات متنوعة لساعات وروافع آلية؛ يتم فيها نقل الحركة الخطية إلى حركة دائرية بواسطة تروس مسننة، وهو الأساس الذي تقوم عليه المحركات العصرية. وكتاب "الطرق السنية في الآلات الروحانية" لتقي الدين بن معروف الدمشقي، الذي عاش في القرن العاشر الهجري، وفي هذا الكتاب وصف للعديد من الأجهزة الميكانيكية؛ مثل الساعات الرملية والمائية والآلية والروافع بالبكرات والتروس والنافورات المائية وآلات الدوران، ولهذا الكتاب أهمية خاصة؛ حيث إنه كُتب في عصر النهضة الأوروبية ولكن تاريخ الكتاب سابق على تواريخ الكتب التي كتبت في أوروبا عن نفس الموضوع، وبكتاب "الطرق السنية" وصف لآلات ميكانيكية قبل أن يرد وصف ما يماثلها في المراجع الغربية.
فارسي الاصل| دولة المماليك البحرية
ت: كان حيًا سنة 602 هـ | الدولة الأرتقية
يلقي موقع علماء العالم الإسلامي الضوء على سيرة وإسهامات علماء العالم الإسلامي، ودورهم في الحضارة الإنسانية. ويضم الموقع مجموعة كبيرة من أهم العلماء شرقًا وغربًا، وفي مختلف مجالات العلوم العقلية والنقلية. ....المزيد