تعليق
أبو حامد الغزالي
ت: 505 هـ | العصر العباسي

حجة الإسلام، أبو حامد الغزالي، من أئمة القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي، وهو الإمام الفقيه الأصولي، من كبار أئمة المذهب الشافعي، والإمام في علم الأخلاق والتربية أيضًا. ...السيرة الذاتية

هـ 450
مـ 1058
الميلاد
بمدينة خراسان
هـ 484
مـ 1091
أقام في بغداد
تفاصيل
هـ 488
مـ 1095
خرج إلى بيت الله الحرام
تفاصيل
هـ 499
مـ 1106
درَّس بنظامية نيسابور
تفاصيل
هـ 505
مـ 1111
الوفاة
تعليق
أبو حامد الغزالي
ت: 505 هـ | العصر العباسي

حجة الإسلام، أبو حامد الغزالي، من أئمة القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي، وهو الإمام الفقيه الأصولي، من كبار أئمة المذهب الشافعي، والإمام في علم الأخلاق والتربية أيضًا. ...السيرة الذاتية

الاسم والنسب والألقاب
الاسم : أَبُو حَامِدٍ ٱلْغَزَالِي
الاسم كاملاً: محمد بن محمد بن محمد بن أحمد
الألقاب: حجة الإسلام، زين الدين
الكنى: أبو حامد
عُرف في الغرب: Algazelus or Algazel
النسب: الغزالي
من المؤلفات
أماكن ذات صلة
شخصيات شخصيات ذات صلة
أبو حامد، أحمد بن محمد الطوسي الراذكاني ( شيخه )

أول مشايخ الغزالي في الفقه

إمام الحرمين الجويني ( شيخه )

أحد كبار فقهاء الشافعية وعلماء الكلام على المذهب الأشعري

أبو علي، الفضل بن محمد بن علي الفارمذي ( شيخه )

من أهل طوس، وفارمذ إحدى قراها، وهو شيخ الغزالي في التصوف

أبو سهل، محمد بن أحمد بن عبيد الله المروزي الحفصي ( شيخه )

راوي صحيح البخاري عن الكشميهني، وحدّث في المدرسة النظامية

أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ( شيخه )

شيخ المذهب الشافعي بالشام، ولمَّا قدم الغزالي دمشق اجتمع به واستفاد منه

أبو القاسم، إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن أبي بكر الإسماعيلي الجرجاني ( شيخه )

كان إمامًا وفقيهًا شافعيًا ومحدثًا وعالمًا كبيرًا

أبو الحسن، علي بن المسلم السلمي الدمشقي الفرضي ( تلميذه )

مفتي الشام في عصره، وهو أول من درس الأمينية المنسوبة لأمين الدولة، وكذلك درس في الزاوية الغزالية في دمشق

السيرة الذاتية

ينتمي أبو حامد الغزالي إلى أسرة متدينة محبة للعلم والعلماء، وكان أبوه يغزل الصوف ويبيعه في دكانه، فلما حضرته الوفاة وصَّى به وبأخيه أحمد إلى صديق له متصوف من أهل الخير، وقال له: "إنني عظيم الأسف أن لم يُكتب لي حظ من العلم بالدين، وأشتهي استدراك ما فاتني في ولدي هذين، ولا عليك أن تنفذ في ذلك جميع ما أخلفه لهما". فلما مات أقبل الصوفي على تعليمهما إلى أن فني ذلك النذر اليسير الذي خلفه أبوهما، وتعذَّر على الصوفي القيام بقوْتِهما، فقال لهما: اعلما أني قد أنفقت عليكما ما كان لكما، وأنا رجل من الفقر والتجريد بحيث لا مال لي فأواسيكما به، وأصلح ما أرى لكما أن تلجآ إلى مدرسةٍ كأنكما من طلبة العلم، فيحصل لكما قوتٌ يعينكما على وقتكما، ففعلا ذلك، وكان الغزالي يحكي ذلك ويقول "طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله". قرأ الغزالي في صباه بطوس طرفًا من الفقه ببلده على يد أحمد بن محمد الراذكاني، ثم سافر إلى جرجان حيث التقى بالإمام أبي النصر الإسماعيلي، فتلقى عنده الكثير من المعارف والعلوم المختلفة وكان يكتبها عنه (ما يشبه دفتر المذكرات)، وفي هذا قال الإمام أسعد الميهني "سمعته يقول: قُطِعت علينا الطريق، وأخذ العيَّارون (قطَّاع طُرق) جميع ما معي ومضوا فتبعتهم، فالتفت إليَّ مُقدَّمَهم وقال: ارجع ويحك وإلا هلكت، فقلت له: أسألك بالذي ترجو السلامة منه أن ترد عليَّ تعليقتي فقط، فما هي بشيء تنتفعون به، فقال لي: وما هي تعليقتك؟ فقلت: كتب في تلك المخلاة، هاجرت لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها، فضحك وقال: كيف تدّعي أنك عرفت علمها وقد أخذناها منك، فتجردتَ من معرفتها وبقيتَ بلا علم؟ ثم أمر بعض أصحابه فسلّم إلَّي المخلاة"، قال الغزالي: فقلتُ "مُستنطَقٌ أنطقه الله ليرشدني في أمري، فلما وافيت طوس أقبلت على الاشتغال ثلاث سنين؛ حتى حفظتُ جميع ما علقته، وصرت بحيث لو قُطع علَّي الطريق لم أتجرد من علمي". ثم قدم نيسابور وصاحَب إمام الحرمين عبد الملك الجُوَيني، وكان الجويني من أعلم أهل زمانه بعلم الكلام والفقه وأصوله، فأعجب به الغزالي ولزمه وجدَّ في تحصيل العلم وتفقه على يديه حتى صار من ألمع تلاميذه وأشهرهم، فلمَّا توفي إمام الحرمين سنة 487هـ خرج الإمام الغزالي إلى المعسكر السلطاني (مكان قريب من نيسابور) وكان إذ ذاك في الثامنة والعشرين من عمره قاصدا الوزير نظام الملك، فأكرمه وعظمه وولاَّه التدريس في المدرسة النظامية ببغداد، وأقام بها من سنة 484 حتى سنة 488هـ. وفي بغداد انصرف إلى التصنيف والتأليف وشرح آراء الفلاسفة، فأصبح مضرب المثل في البراعة العلمية، وشُدت إليه الرحال من كل البلاد وانتشرت مصنفاته في الآفاق، ثم اشتاقت نفسه إلى بيت الله الحرام فخرج سنة 488هـ، واستناب أخاه أحمد في التدريس. وبعد الحج دخل دمشق وأقام فيها أيامًا، ثم زار بيت المقدس في فلسطين، ثم عاد إلى دمشق وأقام فيها، واعتكف بالمنارة الغربية من الجامع مقبلًا على العبادة وتزكية النفس، وهناك صحب الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، وألَّف كتاب الإحياء، وقد اختُلف في مدة إقامته في دمشق، ثم قصد مصر وأقام مدةً بالإسكندرية، وقيل: إنه عزم على المضي إلى يوسف بن تاشفين سلطان مراكش فبلغه نعيه، فعاد إلى وطنه طوس ولزم بيته معتزلًا الناس سنةً كاملة. ثم إن الوزير فخر الدين بن نظام الملك حضر إليه، والتمس منه التدريس بنظامية نيسابور وألحَّ عليه؛ فاستجاب الشيخ لذلك فدرَّس بنظاميتها مدةً يسيرة، وكان ذلك سنة 499هـ، ثم رجع إلى بلدته واتخذ إلى جانب داره مدرسة للفقراء وطلبة العلم، وبنى رباطًا للصوفية، وبقي ينشر العلم مقبلًا على التصنيف والعبادة وتلاوة القرآن، والنظر في الأحاديث خصوصًا صحيح البخاري، وعدم مخالطة الناس إلى أن انتقل إلى رحمة الله. يعد الإمام الغزالي واحدًا من أعلام الفكر الإسلامي الذين تنوعت معارفهم واتسعت ثقافتهم، فشملت علوم العصر وفنونه، وكان كثير الإنتاج والعطاء، وتعد كتبه الفقهية الحلقةَ الوسطى في تطور التصنيف في المذهب الشافعي، فقد استخلص إمام الحرمين كتابه (نهاية المطلب في دراية المذهب) من كتب الإمام الشافعي، ككتاب الأم والرسالة وغيرها من كتب الأصحاب، كمختصر المزني والبويطي ثم قام الغزالي رحمه الله باختصار النهاية في (البسيط) ثم اختصر (البسيط) إلى (الوسيط) وهو إلى (الوجيز) ثم اختصر (الوجيز) إلى (الخلاصة)، فقد قام الغزالي بجهد كبير في تهذيب الفقه الشافعي بكتبه الأربعة. وتجدر الإشارة إلى أنّ في القرن الخامس الهجري؛ أخذت آراء المعتزلة في الانزواء وحلت محلها مذاهب الأشاعرة، التي بدأت بأبي الحسن الأشعري ثم بالجويني ثم بالغزالي، ولم يكن مجرد ناقل للمذهب الأشعري بل كان يُغَلِّب رأيًا على آخر، ويقذف بالرأي الجديد ولو أغضب الأشاعرة. كان الغزالي يعمل في جو سياسي مضطرب، وكانت الخلافة العباسية في غاية التدني، وقد كان نظام الحكم في بغداد معقدًا، إذ كان الخليفة لا يملك من الحكم إلا الخطبة باسمه على المنابر، وإلى جانبه السلطان السلجوقي الذي يسيطر على الجيش والسياسة، وكان معاصرو الغزالي من الخلفاء المقتدي بالله ثم المستظهر بالله، أما معاصروه من السلاطين فهم عضد الدولة بن أرسلان وجلال الدين ملكشاه، وناصر الدين محمود وركن الدين أبو المظفر بركياروق، وركن الدين ملكشاه الثاني ومحمد بن ملكشاه. وكان إلى جانب السلطان وزيره الذي كان غالبًا ما يمسك بزمام السلطة، وكان نظام الملك أحد هؤلاء الوزراء الأقوياء؛ فقد استطاع أن يسيطر على الدولة حوالي ربع قرن، وكان له أثره الكبير في الحياة الثقافية؛ إذ هو الذي أسس المدارس النظامية الشهيرة، وقد كان زميلًا في الدراسة للغزالي، كما أن الوزير فخر الدولة بن نظام الملك هو الذي ألح على الغزالي في العودة إلى التدريس في نظامية نيسابور. أما باقي الولايات الإسلامية، فقد كان بالمغرب الأقصى دولة المُلثَّمين والقائم بأمرهم يوسف بن تاشفين، وابنه من بعده، وفي أفريقية (تونس) كان يحكم آل زيري وأشهرهم تميم بن العز بن باديس، ثم يحيى بن غنيم، وكان الحكم في مصر فاطميًّا وأشهر من عاصر الغزالي من خلفائهم، المستعلي بالله ثم الآمر بأحكام الله. سمع الغزالي بالداهية التي أصابت العالم الإسلامي في السنين الأخيرة من حياته، وذلك حين بدأت جحافل الصليبيين تغزو البلاد الإسلامية، ولكنه لم يحرك ساكنًا ضدهم ولم يجر ذكرهم في أي كتاب من كتبه، ولعل السبب في ذلك أنه كان في خراسان بعيدًا عن المعركة في عزلته وخلوته، ولعله لو كان في الشام لاتخذ موقفًا مخالفًا، ثم إن البلاد الإسلامية كانت حينذاك غارقة في الفتن والمؤامرات والتنازع على السلطة. وصفه العلماء بما يليق به، فقال عنه شيخه الجويني إمام الحرمين "الغزالي بحرٌ مُغدق"، وقال أسعد الميهني "لا يصل إلى معرفة علم الغزالي وفضله؛ إلا من بلغ أو كاد يبلغ الكمال في عقله"، وقال معاصره الشيخ الإمام الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي "الغزالي حجة الإسلام والمسلمين إمام أئمة الدين، لم تر مثله العيون لسانًا وبيانًا ونطقًا وخاطرًا وذكاءً وطبعًا". وترجم له تاج الدين عبد الوهاب السبكي، فقال "حجة الإسلام، محجة الدين التي يتوصل بها إلى دار السلام، جامع أشتات العلوم، والمُبَرَّز في المنقول منها والمفهوم"، وترجم له الذهبي، فقال "الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، زين الدين أبو حامد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي، صاحب التصانيف والذكاء المفرط"، وقد قال عنه الحافظ ابن كثير "برع في علوم كثيرة، وله مصنفات منتشرة في فنون متعددة، فكان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه". وقال عنه شيخ الأزهر الأسبق الشيخ مصطفى المراغي "إذا ذُكر الغزالي فقد تشعبت النواحي، ولم يخطر بالبال رجل واحد بل خطر بالبال رجال متعددون، لكل واحد منهم قيمته، يخطر بالبال الغزالي الأصولي الحاذق الماهر، والغزالي الفقيه الحر، والغزالي المتكلم إمام السنة وحامي حماها، والغزالي الاجتماعي الخبير بأحوال العالم وخفيات ومكونات القلوب، والغزالي الفيلسوف أو الذي ناهض الفلسفة وكشف عمَّا فيها، إنه يخطر بالبال رجل هو دائرة معارف عصره، رجل متعطش إلى كل شيء، نهم إلى فروع المعرفة". وكانت وفاته يوم الإثنين الرابع عشر من جمادى الآخر سنة 505 هـ، وقد عاش خمسًا وخمسين عامًا، ودفن بمقبرة الطابران وهي قصبة بلاد طوس.

تعليق



علماء قد تهمك

ابن النفيس

ت: 687 هـ | الدولة الأيوبية و دولة المماليك البحرية

الكندي

ت: 252 هـ | العصر العباسي

ابن وحشية

ت: 296 هـ | كلداني الأصل | العصر العباسي

النديم

ت: 380 هـ | عربي الأصل | العصر العباسي


يلقي موقع علماء العالم الإسلامي الضوء على سيرة وإسهامات علماء العالم الإسلامي، ودورهم في الحضارة الإنسانية. ويضم الموقع مجموعة كبيرة من أهم العلماء شرقًا وغربًا، وفي مختلف مجالات العلوم العقلية والنقلية. ....المزيد

جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الإسكندرية 2025 ©