أَبُو زيد حنين بن إِسْحَق الْعَبَّادِيّ بِفَتْح الْعين وَتَخْفِيف الْبَاء، والعباد بِالْفَتْح قبائل شَتَّى من بطُون الْعَرَب اجْتَمعُوا على النَّصْرَانِيَّة بِالْحيرَةِ وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم عبَادي، طبيب ومن كبار مترجمي العصر العباسي، أتقن العربية والسريانية واليونانية، وكان مهتما بجمع نفائس المخطوطات، وكان يوضح معاني ما يقوم بترجمته. ...السيرة الذاتية
أَبُو زيد حنين بن إِسْحَق الْعَبَّادِيّ بِفَتْح الْعين وَتَخْفِيف الْبَاء، والعباد بِالْفَتْح قبائل شَتَّى من بطُون الْعَرَب اجْتَمعُوا على النَّصْرَانِيَّة بِالْحيرَةِ وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم عبَادي، طبيب ومن كبار مترجمي العصر العباسي، أتقن العربية والسريانية واليونانية، وكان مهتما بجمع نفائس المخطوطات، وكان يوضح معاني ما يقوم بترجمته. ...السيرة الذاتية
الرسالة ضمن مجموعة جوامع كتاب جالينوس فى الأمراض الحادثة فى العين، وهى تتحدث عن تركيب العين وطبيعتها وأجزاؤها، ومكوناتها وعدد عضلات العين وذلك مع ...
تفاصيل المخطوطةسواء كانت الأصلية أو ما شرحه جالينوس من كتب أبقراط، وقد حفظت التراجم التي يعود الفضل في ترجمتها إلى حُنين بن إسحاق وتلاميذه كثيرًا من تلك الكتب التي ضاع أصلها اليوناني من كتب جالينوس وشروحه.
مثل (تاراكسس) عربها عن الكلمة اليونانية (Taraxis) وهو تكدر في العين، و(كيموس) عربها عن (Chimos) وهو أحد أدوار الطعام في المعدة عندما يُهيأ للإنزلاق إلى الأمعاء، و(أسارون) وهو اسم لعشبة معمرة طيبة الرائحة عرّبها عن الكلمة اليونانية (Asarona).
وكانت تلك التسمية على سبيل التشبيه منها: الشبكية، والقرنية، والشعيرة، والملتحمة.
كان من المقربين إليه.
كان من المقربين إليه.
كان من المقربين إليه، وكان يحضر مجالس الواثق بالله العلمية.
اتخذه طبيبا خاصا به، ولكن لم يكن الخليفة مطمئنا له كامل الاطمئنان، إذ ساوره شك في أن يكون حُنين مدسوسا عليه من قبل ملك الروم؛ لأنه علم أنه سبق لحنين أن عاش في بلاد الروم وقد تكون له علاقة بملك الروم فيستخدمه في قتله بالسم أو ببعض الأدوية؛ ولذلك لم يكن يتناول الدواء الذي يصفه له حنين حتى يشاور غيره من الأطباء. ثم قرر أن يتأكد من إخلاصه له وأمانته في عمله، فطلب منه أن يستحضر له سما ليقتل به أحد أعدائه وأن يكون الأمر سرا بينهما، فرفض حنين حتى سجن وهدد بالقتل، فقال الخليفة حينذاك: طب نفسا، فإننا أردنا امتحانك والاطمئنان إليك. عاد حنين إلى سابق منزلته في بلاط الخليفة، حتى غدا موضع حسد الآخرين من أصحاب الصنعة ولا سيما جبرائيل بن بختيشوع الذي دبّر له مكيدة أظهره فيها أمام الخليفة زنديقا مارقا عن الدين فأمر الخليفة بضربه وحبسه والتضييق عليه، ومصادرة أمواله.
أثنى طبيب الخليفة المأمون جبرائيل بن بختيشوع على حنين بعد أن اطلع على بعض ما ترجمه.
شهد القرن الثالث للهجرة نشاطًا كبيرًا في حركة الترجمة من اليونانية إلى اللغة العربية، ومن أبرز أعلام هذه الحركة شيخ المترجمين الطبيب حنين بن إسحاق، والذي تميز بالاطلاع الواسع والمهارة الفائقة في اللغتين العربية واليونانية بالإضافة إلى السريانية. كان أبوه إسحاق صيدلانيًّا، وهو بحكم عمله عارف بالأعشاب والعقاقير وخصائصها الطبية، وله صلات بالمتطببين، فنشأ حنين في هذا الجو، وتأثر به فمال إلى تعلم صنعة الطب، ويرجَّح أن أباه ساعده على التعلم في الحيرة والانتقال إلى بغداد؛ ليكون قريبًا من أطبائها وعلمائها. دراسة حنين الأولية، ومراحل دراسته الأخرى ليست واضحة فيما جاء عنه في المصادر التراثية؛ لذا فإن ما سنذكره عنه إنما هو من باب الترجيح، وقد تلقى حنين علومه الأولية في مدينة الحيرة مسقط رأسه، وكانت دراسته كنسية، إذ تلقى العلوم الدينية في أحد أديرة المدينة، وأتقن اللغة السريانية إلى جانب اللغة العربية، ومما يدل على دراسته الكنسية أنه كان يلبس الزُّنَّار شعار رجال الدين المسيحي، والزنار هو الحزام المصنوع من القماش والذي يشد على الخصر لتثبيت الثوب على الجسد. وكان الأطباء المشهورون في بغداد يدرسون في مدرسة جنديسابور وبيمارستانها في الأحواز، ثم قصد البصرة بعد ذلك ليتقن لغته العربية؛ فقرأ كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي، وقد حمل هذا الكتاب عندما عاد إلى بغداد، وفي بغداد التحق حنين لاستكمال دراسته في الطب، بمجلس الطبيب يوحنا بن ماسويه وهو من أبرز أطباء عصره، وكان حنين شديد الانتباه يحاول أن يتفهم كل شيء؛ ولذا كثرت أسئلته ومناقشاته، فضاق يوحنا به ذرعًا وطرده من مجلسه بحجة أنه لا يصلح لدراسة الطب. ارتحل حنين من بغداد وطاف في البلدان حتى دخل بلاد الروم، فدرس اليونانية بإتقان، كما حصل على نفائس المخطوطات في علم الطب وغيره، ويرى المستشرق أوليري أن حنينًا "زار الإسكندرية بعد أن تتلمذ على يوحنا فلم يكتسب فقط التدريب الذي كان يجري فيما يُعتبر حينئذ مدرسة الطب الأولى، بل اكتسب معرفة قوية باليونانية التي نقل عنها في ترجمات إلى السريانية والعربية"، ويقول المستشرق بارتولد أن حنينا "أقام سنتين في بيزنطة وتعلم اللغة اليونانية وآدابها، ثم رجع منها بمخطوطات"، ويؤكد حنين أنه سافر إلى بلاد كثيرة؛ حيث وصل إلى أقصى بلاد الروم لطلب الكتب التي قصد نقلها. أصبح حنين بعد عودته من بلاد الروم أبرز من يتقن اللغات العربية والسريانية واليونانية، ومما يؤكد إحاطته باللغة اليونانية إلى جانب تراجمه العديدة؛ أنه صنف كتابا في أحكام الإعراب على مذهب اليونانيين، ويقول عنه ابن خلكان أنه "كان يعرف لغة اليونان...وكان حنين المذكور أشد الجماعة اعتناء بتعريبها، وعرَّب غيره أيضا بعض الكتب، ولولا ذلك التعريب لما انتفع أحد بتلك الكتب لعدم المعرفة باللسان اليوناني". لازم حنين بني موسى بن شاكر، وكانوا يُعنَون بالحصول على الكتب اليونانية من بلاد الروم، وينفقون على نقلها إلى اللغة العربية، وكانوا يخصصون خمسمائة دينارٍ راتبًا لجماعة من النَقَلة، فكانوا خير مشجع لحنين على العمل في بيت الحكمة، وترجمة بعض الكتب اليونانية وهو في مطلع حياته. أثنى طبيب الخليفة المأمون جبرائيل بن بختيشوع على حنين؛ بعد أن اطلع على بعض ما ترجمه، وقد شهد على ذلك يوسف بن إبراهيم، وعنه أنه سمع من جبرائيل بن بختيشوع يخاطب حنينًا بالتبجيل، ثم قال جبرائيل ليوسف "لا تستكثرن ما ترى من تبجيلي هذا الفتى، فوالله لئن مُدَّ له في العمر ليفضحن سرجس – وسرجس هذا الذي ذكره جبرائيل، هو أول من نقل شيئا من علوم اليونان إلى اللسان السرياني – وليفضحن غيره من المترجمين"، وفوق ذلك؛ رشَّح جبرائيل بن بختيشوع حنينَ بن إسحاق للخليفة المأمون؛ للعمل ببيت الحكمة وشئون الترجمة فيه، فصار حنين بذلك قيمًا على شئون الترجمة، وبذل له المأمون من المال والعطاء شيئًا كثيرًا. ونقل يوسف بن إبراهيم إلى الطبيب يوحنا بن ماسويه ما سمعه من مديح جبرائيل بن بختيشوع لمهارة حنين في الترجمة، وحمل إليه الكتاب في الفصول المسماة الفاعلات، فقرأها يوحنا وأعجب بها، وسأل يوسف أن يصلح ما بينهما ففعل يوسف ذلك؛ فأحسن يوحنا إلى حنين، وواصل حنين قراءة الطب على يوحنا، فكان أكفأ تلاميذه وأنبههم، ونقل حنين لأستاذه يوحنا كتبا كثيرة، وخصوصا من كتب جالينوس، بعضها إلى السريانية وبعضها الآخر إلى اللغة العربية. وبعد وفاة المأمون أصيبت حركة الترجمة ببعض الفتور، لانشغال المعتصم بتأسيس عاصمته الجديدة سامراء، وانشغاله بالحروب الداخلية والخارجية، إلا أن حركة الترجمة استعادت نشاطها في عهد الواثق بالله، وقد بلغت ذروتها أيام المتوكل على الله، الذي أصبح حنين في عهده طبيبه الخاص وتولى أيضًا رئاسة بيت الحكمة، وكانت رئاسة بيت الحكمة أرفع منصب علمي آنذاك، وأشرف على الترجمة بنفسه وعيَّن له كتَّابًا عالِمين بالترجمة مثل: اصطفين بن بسيل وموسى بن خالد الترجماني ويحيى بن هارون، فكانوا يترجمون ويتصفح حُنين ما ترجموا. وكان حنين مع براعته في الترجمة لا يدخر جهدًا في البحث عن بعض المخطوطات المهمة، وقد يسافر للبحث عنها، ويقول في ذلك عن كتاب نادر مفقود "إنني بحثت عنه بحثًا دقيقًا، وجُبْت في طلبه أرجاء العراق وسوريا وفلسطين ومصر، إلى أن وصلتُ الإسكندرية، لكن لم أظفر إلا بما يَقرب من نصفه في دمشق". كما أنه كان يعيد النظر فيما سبق أن ترجمه في أوائل عهده بالترجمة، ولا سيما إذا ما عثر على مخطوطة أخرى للكتاب نفسه أكثر وضوحًا وأصحَّ نسخًا، وفي ذلك يقول عن أحد كتبه الذي أعاد ترجمته "ترجمته وأنا شاب...من نسخة خطية يونانية مشوهة، ثم لمَّا بلغت الأربعين من عمري طلب إليَّ تلميذي حُبيش أن أصلحها، بعد إذ كنت قد جمعت قدرًا من المخطوطات اليونانية، وعند ذلك رتبت هذه بحيث نسقت منها نسخة صحيحة قارنتها بالنص السرياني ثم صححتها، وتلك عادتي التي اتبعتها في كل ما ترجمته". وكان حنين يوضح معاني ما يقوم بترجمته، ويكشف ما استُغلق منها، ويصف ابن جلجل ترجمة حنين قائلًا "وكان جليلا في ترجمته، وهو الذي أوضح معاني كتب بقراط وجالينوس ولخصها أحسن تلخيص، وكشف ما استغلق منها، وأوضح مشكلها"، ومن الجدير بالملاحظة أن حُنينا كان يترجم الكتب اليونانية إلى اللغة السريانية أولًا، ثم يترجم بعضها إلى العربية، أو يعهد بترجمتها إلى بعض تلاميذه ومعاونيه في بيت الحكمة. وعلى الجانب الآخر من نشاط حُنين العلمي، كان عالما في طب الأبدان والعيون، ومع اشتهار حنين في حقلي الطب والترجمة، فقد كان يهتم أيضا بالفلسفة والمنطق والتاريخ والعلوم الطبيعية وغيرها، ومما ذُكر عنه في عمله بالطب، قول ابن النديم "كان فاضلًا في صناعة الطب"، ووصفه القفطي بأنه "كان طبيبًا حسن النظر في التأليف والعلاج، ماهرًا في صناعة الكَحْل (طب العيون)". وقال ابن أبي أصيبعة "كان حنينٌ أيضًا ماهرًا في صناعة الكحل، وله تصانيف مشهورة بالجودة فيها، وقال "وصار حنينٌ حظيًّا عند المتوكل، وفَضَّله على بختيشوع وغيره من سائر المتطببين، وقال عنه ابنُ خلَّكان "إنه كان إمام وقته في صناعة الطب".
ت: 430 هـ | العصر العباسي
ت: 377 هـ | عربي الأصل | العصر العباسي
ت: 430 هـ | عربي الأصل | العصر العباسي و الدولة الفاطمية
ت: 687 هـ | الدولة الأيوبية و دولة المماليك البحرية
يلقي موقع علماء العالم الإسلامي الضوء على سيرة وإسهامات علماء العالم الإسلامي، ودورهم في الحضارة الإنسانية. ويضم الموقع مجموعة كبيرة من أهم العلماء شرقًا وغربًا، وفي مختلف مجالات العلوم العقلية والنقلية. ....المزيد