كان طبيبًا بارعًا في علاج الأمراض المتوطنة والمستعصية، ومن أشهر الأطباء في العصر العباسي، وكان كبير الأطباء في البيمارستان العضدي، ولم يعرف تاريخ ميلاده ووفاته على وجه التحديد، إلا أنه عاش في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. اعتنق الإسلام وعاش في حاشية بني بُوَيَّه زمنًا، وجمع بين المعرفة النظرية والمنهج العلمي التجريبي مما جعله متميزًا بين علماء عصره، ذكره القفطي في كتابه إخبار العلماء بأخبار الحكماء، فقال "علي بن العباس المجوسي، طبيب فاضل كامل فارسي الأصل، يُعرف بابن المجوسي، قرأ على شيخ فارسي يُعرف بابن ماهر، وطالع هو واجتهد لنفسه، ووقف على تصانيف المتقدمين، وصنَّف للملك عضد الدولة فناخسرو بن بويه كُنَّاشه المسمى بالملكي، وهو كتابٌ جليل وكُنَّاش نبيل؛ اشتمل على علم الطب وعمله، حَسَن الترتيب". ويُعد كتاب كامل الصناعة - ويسمى أيضا بالكتاب الملكي - من أبرز مؤلفاته، قال عنه ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء "صنفه للملك عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة أبي علي حسن بن بويه الديلمي، وهو كتاب جليل مشتمل على أجزاء الصناعة الطبية علمها وعملها"، ويوضح القفطي أهمية الكتاب بقوله "مال الناس إليه في وقته، ولزموا درسه إلى أن ظهر كتاب القانون لابن سينا فمالوا إليه، وتركوا الملكي بعض الترك، والملكي في العمل أبلغ، والقانون في العلم أثبت". وقد ذكرت هونكه في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب: أنه تميز عن أطباء اليونان والعرب السابقين له؛ إذ قالت فيما كتبت عنه "وقد قال أبقراط ومن جاء بعده: بأن الطفل في جوف الأم يتحرك بنفسه تلقائيًّا، ويخرج بواسطة هذه الحركة من الرحم، فجاء علي بن العباس ليكون أول من قال بحركة الرحم المولِّدة؛ التي تدفع بالثمرة إلى الخروج بواسطة انقباض عضلاته". إضافة إلى ذلك كتب علي بن العباس عن الخُرَّاج في رحم الأم، وفي حلقه، وعن سرطان الجوف الداخلي، وغيرها من التوصيفات المرضية التي توجد داخل أمعاء الإنسان، أو رحم الأمهات، ولعلَّ علي بن العباس المجوسي –كما يذكر الدكتور عامر النجار– من أوائل من أشاروا إلى وجود صلات بين الشرايين والأوردة، ويُعد كتابه "كامل الصناعة" من أوائل الكتب المترجمة من العربية إلى اللاتينية.