حفظت القرآن ودرست الفقه، وعلوم العربية، والفرائض، والمنطق، وغير ذلك من العلوم، تجلت فيها معاني العلم والوقار والورع والخلق الكريم وعُرف عنها الزهد، وكانت كثيرة الصدقات، مسارعة في الخيرات، حدَّثت وكُتب عنها الحديث، ونشأت في بيت علم ودين وفكر، تقول بنت المحاملي "أبي هو أستاذي ومعلمي الذي رباني تربية دينية، وتعلمت منه كتاب السنن وفتح لي آفاقًا علمية كبيرة". برعت بنت المحاملي في الفقه، فكانت مرجعًا علميًّا للناس؛ ولا سيما أنها درست الفقه الشافعي دراسة عميقة إلى الحد الذي مكنها من الإفتاء في بغداد، وفي ذلك يقول عنها القاضي البرقاني "كانت بنت المحاملي تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة"، وحدَّث عنها أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، فقال "اسمها سُتيتة وهي أم القاضي أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملي، قال: وكانت فاضلة عالمة من أحفظ الناس للفقه على مذهب الشافعي"، وكانت وفاتها في رمضان عن بضع وتسعين سنة.