تعليق
الإمام مالك
ت: 179 هـ | العصر الأموي و العصر العباسي

أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك الأصبحي المدني، اهتم الإمام مالك بدراسة العلم الشرعي منذ الطفولة برعاية وتشجيع أسرته، تصدر للإفتاء وهو في بداية شبابه بعد أن أذن له سبعون شيخا من شيوخ المسجد النبوي، وكان الإمام مالك مُهابًا يهابه عامة الناس وملوكهم، وكان صلبا في دينه، بعيدا عن الأمراء والملوك، وله الفضل في كتابة أول كتاب يجمع بين الحديث والفقه وبعض أقوال الصحابة والتابعين وهو "الموطأ". ...السيرة الذاتية

هـ 93
مـ 711
الميلاد
بمدينة المدينة المنورة
هـ 179
مـ 795
الوفاة
بمدينة المدينة المنورة
التخصصات العلمية

أحد الأئمة الأربعة عند ...

المزيد

تعليق
الإمام مالك
ت: 179 هـ | العصر الأموي و العصر العباسي

أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك الأصبحي المدني، اهتم الإمام مالك بدراسة العلم الشرعي منذ الطفولة برعاية وتشجيع أسرته، تصدر للإفتاء وهو في بداية شبابه بعد أن أذن له سبعون شيخا من شيوخ المسجد النبوي، وكان الإمام مالك مُهابًا يهابه عامة الناس وملوكهم، وكان صلبا في دينه، بعيدا عن الأمراء والملوك، وله الفضل في كتابة أول كتاب يجمع بين الحديث والفقه وبعض أقوال الصحابة والتابعين وهو "الموطأ". ...السيرة الذاتية

الاسم والنسب والألقاب
الاسم : الإِمَامُ مَالِك
الاسم كاملاً: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو
الألقاب: إمام دار الهجرة
الكنى: أبو عبد الله
من المؤلفات
الموطأ

أي الميسر المسهل. وقد جمع فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة، وأقوال التابعين، وما أجمع عليه أهل المدينة المنورة. وهو يعد الأول في التأليف في الفقه والحديث معا.

رسالة في الوعظ
كتاب في المسائل
رسالة في الرد على القدرية
كتاب في النجوم
تفسير غريب القرآن
أماكن ذات صلة
شخصيات شخصيات ذات صلة
ربيعة بن أبي عبد الرحمن ( شيخه )

نافع مولى عبد الله بن عمر ( شيخه )

ابن هرمز عبد الله ابن زيد ( شيخه )

ابن شهاب الزهري ( شيخه )

محمد بن المنكدر ( شيخه )

السيرة الذاتية

نشأ الإمام مالك بن أنس في أسرة عريقة في العلم والفضل، فجده مالك بن أبي عامر بن عمرو كان من اليمن، ثم رحل إلى المدينة المنورة واستقر بها، وكان من المقربين للخليفة الراشد عثمان بن عفان، حتى أنه شارك في كتابة المصحف، ودافع عنه في فتنة مقتله. وكان جده من كبار التابعين وعلمائهم، وقد رَوى عن عدد من الصحابة، منهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وعائشة أم المؤمنين، وكان عم الإمام مالك، نافع مولى ابن عمر، من شيوخ ابن شهاب الزهري، الذي كان من شيوخ الإمام مالك، أمَّا "أنس" والد الإمام مالك، فكان أقل إخوته اشتغالًا بالحديث، لذلك لم يتتلمذ الإمام على يديه. تزوج أنس بن مالك بن أبي عامر من (العالية) بنت شُرَيْك بن عبد الرحمن، وهي قحطانية أزدية أصلها أيضًا من اليمن، فالإمام مالك عربي من جهة الأب والأم، ولد الإمام مالك في بيتٍ متوسط الحال، وهو حسن الصورة أبيض شديد البياض إلى الشقرة، حتى لقد قالوا في وصفه "لم يُرَ أحسن صورة منه، ولم يُرَ بياض ولا حمرة أحسن من وجه مالك"، وكان للإمام مالك أخٌ اسمه النضر، يكبره عمرًا، ويلازم العلماء ويتلقى العلم عليهم، ولقد أفاد مالك منه كثيرًا في نشأته. نَمَت مواهب الإمام مالك في المدينة فحفظ كتاب الله، وتوجه من بعده إلى حفظ الحديث، تشجعه عليه أسرته ومُناخ المدينة العلمي، ويُروى أنه طلب من أهله أن يأذنوا له بالذهاب إلى مجالس العلماء، فألبسته أمه عندئذ أحسن الثياب، وعمَّمته، ثم قالت له: اذهب فاكتب الآن، واذهب إلى ربيعة الرأي، فتعلم أدبه قبل علمه، وعلى يدي "ربيعة الرأي" درس مالك فقه الرأي، وهو صغير على قدر طاقته، ووجد مالك في سنوات تكوينه العلمي بُغيته في "نافع" مولى "عبد الله بن عمر"، فجالسه، وأخذ عنه علمًا كثيرًا. أَذِن للإمام مالك سبعون شيخًا من شيوخ مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم- فصار شيخًا من شيوخ المسجد النبوي، وأصبح جديرًا بتعليم الفقه وإلقاء حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وكان يقول "ليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للحديث والفتيا جلس، حتى يشاور فيه أهل الصلاح والفضل، فإن رأوه لذلك أهلًا جلس، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخًا من أهل العلم أني موضع ذلك"، وقد جلس للناس وهو دون العشرين؛ أي في حياة شيوخه. وكان يُجل الفقه والحديث، فإذا سئل في الطريق عن مسألة فقهية، قال للسائل (للفقه كرامة تمنع الجواب)، حتى إنه مشى معه يومًا أحد تلاميذه الأجلاء إلى (العقيق) فسأله عن حديث من أحاديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فغضب وقال: كنتَ في عيني أجل من أن تسأل عن حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نمشي. ولم يكن المسجد وحده مخصصًا لتلقي العلم، بل كانت داره أيضًا مكانًا للسؤال والإجابة، فإذا كانت الحلقة لتدريس الحديث، لم يخرج مالكٌ إلا إذا توضأ وتطيب وسرَّح لحيته ولبس ثيابًا جديدة وتعمم ووضع على رأسه لباس رأس طويل وصلى ركعتين. ولعل من أعظم دروس مالك للمسلمين؛ رفضُه أن يُلزم الفقهاءَ رأيَه، إعلاءً منه لشأن الاجتهاد، وإعلانًا منه أن في اختلاف الأئمة رحمة، يقول مالك "لما حجَّ أبو جعفر دعاني...فقال: إني عزمت أن آمر بكتابك الذي وضعته "الموطأ" يُنسخ نسخًا، ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين بنسخة وآمرهم أن يعملوا بما فيها...فقلت: يا أمير المؤمنين لا تفعل هذا؛ فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث ورووا روايات وأخذ كل قوم بما سبق إليهم، وإن ردهم عما اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه وما اختاره كل بلد منهم لأنفسهم". وكان الإمام مالك ينهى عن الجدال في الدين، ويقول المراء والجدال في الدين يذهب بنور العلم من قلب العبد، ورأى قومًا يتجادلون عنده فقام ونفض رداءه وقال: إنما أنتم في حرب، وقيل له رجل علم بالسنة أيجادل عنها؟ فقال لا، ولكن ليخبر بالسنة فإن قبل منه وإلا سكت، ولكن مع نهيه عن الجدل وتحاشيه له، قد أُثرت عنه مناظرات بينه وبين العلماء. ظل الإمام مالك (رضي الله عنه) محافظًا على وقار مجلسه، لدرجة لا يقوى عليها إلا نفوس العلماء الكبار المتمكنين من العلم، والذين يستطيعون إذا غاب عنهم جواب أن يقولوا: لا نحسن أو لا نعرف، قال عبد الرحمن بن مهدي: "كنَّا عند مالك فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة شهور، حمَّلَني أهل بلادي مسألة أسألك عنها، فقال له: سل، فسألته فقال له: لا أحسن، قال الرجل: وأيُّ شيءٍ أقول لأهل بلادي إذا رجعت إليهم؟ قال له: تقول لهم: قال مالك بن أنس: لا أحسن". لقد بلغ الإمام مالك – رضي الله عنه - من علم السنة مبلغًا كبيرًا، فهو أول من جمعها في كتاب، وبوبها على أبواب الفقه، وبهذا جمع بين الحديث والفقه، وقد ذكر العلماء الإمام مالك بالفضل والتقدير، وأكثر الأئمة في مدحه وبيان منزلته في العلم وفضله على العلماء، ومن تلك الثناءات: سئل عنه الإمام أبو حنيفة، فقال "ما رأيت أعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مالك"، وقال الشافعي "إذا ذُكر الحديث فمالكٌ النجم، وقال: إذا جاء الحديث عن مالك فشد به يدك"، وقال ابن الأثير "كفى الشافعي شرفا أنَّ مالكًا شيخُه، وكفى مالك شرفا أن يكون الشافعي تلميذه". وقال الإمام أحمد بن حنبل "مالك سيد من سادات أهل العلم، وهو إمام في الحديث والفقه، ومَن مثل مالك؟، متبعٌ لآثار من مضى، مع عقل وأدب"، وقال عبد الرحمن بن مهدي "ما أدركت أحدا من علماء الحجاز إلا معظِّما لمالك، وإن الله لا يجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم في حرمه وحرم نبيه إلا على هدى"، وقال ابن عاصم "قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله رجلٌ يريد أن يحفظ حديثَ رجل بعينه، قال: يحفظ حديث مالك، ورأي مالك". وقال إمام مصر الليث بن سعد قبل أن يموت في حياة مالك "ما على وجه الأرض أحب إليَّ من مالك"، ولقد قال أبو يوسف وكان قرينه في الزمان "ما رأيت أعلم من ثلاثةٍ؛ مالك وابن أبي ليلى وأبي حنيفة"، وقال الإمام السيوطي "هكذا تجيء شهادات العلماء بغزارة علم مالك، ونزاهته في علمه وتقواه فيه، وإمامته في الحديث والفقه معا، مما لم يتوافر لغيره من العلماء، فهو إن ارتأى في الأحكام رأيًا فعن بَيِّنة رأي، فأساس ما رآه من السنة والاتباع". ومن نصائح الإمام مالك (رضي الله عنه) أنه قال "العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" وقوله: "ليس العلم بكثرة الرواية، ولكنه نور يضعه الله سبحانه وتعالى في القلب" وقوله "حُقَّ على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، والعلم حسن لمن رُزِق خيره، وإن من سعادة المرء أن يوفق للخير، وإن من شقاوة المرء ألا يزال يخطئ ويزل"، وقال "من أحب أن تفتح له فُرجةً في قلبه، فليكن عمله في السر أفضل منه في العلانية" وقوله "الزهد في الدنيا طيب المكسب وقِصَر الأمل". وكان الإمام مالك (رحمه الله) عزيز النفس، وليست هذه العزة عنده بالترفع على الناس أو تركهم والانعزال عنهم، ولكنها كانت بالزهد والقناعة وحفظ الوجه والرضا بما قسم الله له، وإخلاص القصد لله تعالى وجعل الأمل والرجاء فيه فقط، وقيل لمالك (رضي الله عنه) "ما لك تدخل على السلاطين وهم يظلمون ويجورون؟ فقال يرحمك الله وأين يكون التكلم بالحق. وكان يقول: لولا أني آتيهم ما رأيت للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه المدينة سُنَّةً معمولا بها". كانت بين الإمام مالك وأبي جعفر المنصور أزمة ثقة، وأبو جعفر هو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، وكان ولاة أبي جعفر في الأمصار يدعون الناس للبيعة لأبي جعفر، ودسَّ الوشاة عن مالك أنه لا يرى صحة أيمان البيعة؛ لأنه يحدِّث بحديث (رُفع عن أمتي الخطأُ والنسيانُ وما اُستكرهوا عليه) وحديث (ليس على مُكرَهٍ يمين) فأمر الوالي بمالك أن يُضرب بالسياط حتى انخلعت كتفه، لكن أبا جعفر دعا مالكًا إليه واعتذر له بكل أنواع الاعتذار. وعند خلافة المهدي لأبيه أخذ يرسل ولديه الهادي والرشيد إلى حلقة مالك، وذات يومٍ طلب الرشيد من الإمام مالك أن يأتيه ليحدثه بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: العلمُ يُؤتَى، فذهب الرشيد إلى منزل الإمام، فقال مالك: يا أمير المؤمنين من إجلال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إجلال العلم، فجلس بين يديه، فحدَّثه، وأصدر الرشيد أمره ألا يقطع واليه على المدينة أمرًا دون مالك، فكان مالك ينصح الولاة ويرشدهم كما ينصح الرشيد، وقد بعث الرشيد أيضا إلى الحلقة ولديه الأمين والمأمون. وفي ربيع الأول سنة 179 هـ مرض الإمام مالك مرضًا دام اثنين وعشرين يوما ثم دنا الأجل، وأحس إمام المسلمين فتشَهَّد وقال "لله الأمر من قبل ومن بعد" فكان آخرَ كلامِه، ودُفن في البقيع.

تعليق



علماء قد تهمك

ذو النون المصري

ت: 245 هـ | عربي الأصل | عصر الولاة بمصر

أبو بكر الزبيدي

ت: 379 هـ | عربي الأصل | الدولة الأموية بالأندلس

ابن جلجل

ت: كان حيًا 384 هـ | الدولة الأموية بالأندلس

أم الحسن الطنجالي

ت: كانت تحيا سنة 750 هـ | الدولة الأموية بالأندلس


يلقي موقع علماء العالم الإسلامي الضوء على سيرة وإسهامات علماء العالم الإسلامي، ودورهم في الحضارة الإنسانية. ويضم الموقع مجموعة كبيرة من أهم العلماء شرقًا وغربًا، وفي مختلف مجالات العلوم العقلية والنقلية. ....المزيد

جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الإسكندرية 2025 ©