محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس، أَحب السفر والترحال وجمع المعلومات الجغرافية، كما كان على علم بتاريخ البلدان والطب وأنواع النباتات، انتقل إلى صقلية وكانت أهم إسهاماته العلمية بها، ومنها كتاب "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، وأهداه إلى الملك روجر الثاني، ثم عمل له أوَّلَ كرةٍ أرضية في العالم، ويعتبر مؤسس علم الجغرافيا. ...السيرة الذاتية
كان شاعرا.
محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس، أَحب السفر والترحال وجمع المعلومات الجغرافية، كما كان على علم بتاريخ البلدان والطب وأنواع النباتات، انتقل إلى صقلية وكانت أهم إسهاماته العلمية بها، ومنها كتاب "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، وأهداه إلى الملك روجر الثاني، ثم عمل له أوَّلَ كرةٍ أرضية في العالم، ويعتبر مؤسس علم الجغرافيا. ...السيرة الذاتية
يعرف بجغرافية الإدريسي، وزود كتابه بخريطة عامة للأرض، وبسبعة خرائط تمثل أقاليم العالم السبعة المعروفة آنذاك، ثم قسَّم كل إقليم إلى عشر مناطق وأورد فيه أوصاف البلاد والممالك، وبَيَّن المسافات بالميل والفرسخ، ولقد حظيت المناطق والأقاليم التي زارها بنصيب كبير من اهتمام المؤلف وعنايته، أما تلك المناطق التي لم يزرها فقد اعتمد على مصادر متفرقة في وصفه لها بطريقة موضوعية، وأكمله سنة 548هـ / 1153م. وهو أول كتاب يشمل جغرافية العالم بما فيه أوربا لأول مرة؛ لأن الجغرافيين العرب كانوا يقتصرون في بحوثهم على الدول الإسلامية فقط دون الدول الأوروبية، كذلك حاز الكتاب لدى المستشرقين مكانة كبيرة لتناوله أقسام أوربا في ذلك الوقت، وقد ترجم إلى الفرنسية ترجمة كثيرة الخطأ كما يقول "سيبولد" في دائرة المعارف الإسلامية وترجم إلى اللاتينية والإنجليزية والألمانية وطبعت منه بالعربية خلاصات. ومن المعروف أن أصول هذا الكتاب لم تكن موجودة في متحف واحد، بل توجد أجزاء من أصل الكتاب في باريس والقاهرة وروما وفي المكتبات الخاصة لبعض المستشرقين هنا وهناك. وهذه الأصول في مجموعها تؤلف كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، إلا أن المعهد الإيطالي للشرقين الأدنى والأقصى قد قام بجمع صور لشتات أصول الكتاب، ثم شرع في نشره على هيئة أجزاء ويشرف على نشر تلك الأجزاء مختصون في اللغة العربية والتراث العلمي الإسلامي.
ويعرف بالمسالك والممالك، وبقى منه مختصر في مكتبة حكيم أوغلو علي باشا في الأستانة.
اقترح الإدريسي على الملك روجر الثاني أن يعمل له نموذجًا مجسمًا للكرة الأرضية من الفضة يكون عليها أقاليم الأرض بارزة وأنهارها وبحارها غائرة، ففرح روجر بهذا الاقتراح وأراد أن تكون أثرًا خالدًا لذكراه، وكان وزنها 144 أُقَة (معيار للوزن مقداره 1248 جرامًا في مصر، و 1282 جرامًا في سورية)، وفقدت عام 555 هـ / 1160م أثناء ثورة النورمان ضد الملك غاليام بعد رحيل الملك روجر، وهي التي عرفت بثورة البارونات الصقليين.
ألَّف له الإدريسي كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق في الجغرافيا، وصنع له أول كرة أرضية من الفضة.
خليفة روجر الثاني على ملك صقلية، ألَّف الإدريسي له كتاب "روض الأنس ونزهة النفس" وهو المعروف باسم: "المسالك والممالك"، وكان هذا الكتاب تلخيصًا لكتابه "نزهة المشتاق".
انحدرت أسرة الإدريسي من سلالة علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، فمُنحت مكانةً مرموقةً ونفوذًا واسعًا، كما ارتبطت أسماء بعض رجالها بتأسيس دولٍ عريقة في المغرب العربي والأندلس، يقول كراتشكوفسكي: -مستشرق روسي بارز- إنَّ أجداد الإدريسي هم الذين أسسوا مدينة فاس، وأن دولتهم لم تعمر لأكثر من سنة 375 هـ / 985، ثم يستطرد قائلا بأن أجداد الإدريسي المباشرين كانوا أمراء صغارًا بمالقة، وحينما لم يتمكن هؤلاء الأمراء من الاحتفاظ بالسلطة، اضطروا إلى الرجوع إلى مدينة سبتة في القرن الحادي عشر، وهناك فيما يبدو وُلد الإدريسي عام 493 هـ / 1100م. يعتبر الإدريسي من أعظم جغرافِيِّي القرون الوسطى عن جدارة، كما كان له إسهامات جليّة في علم النباتات الطبية، وقد بدأ الإدريسي تلقي العلم وهو صغير السن بمدينة سبتة، وعندما أنهى دراسته رحل إلى قرطبة ببلاد الأندلس طالبًا المزيدَ من العلم، فكانت حلقاتُ العلم في مسجد قرطبة الجامع بمثابة منارة جذبته، حيث جلس بين كبار العلماء من فقهاء ومحدِّثين وفلاسفة ورياضيين وجغرافيين وفلكيين، كما وجد في مكتبات قرطبة ضالته المنشودة، فكان يقضي ساعات طويلة يتنقل بين أرففها، مُطلعًا على الكتب والمخطوطات والتراجم، كما أنه صرف جُل وقته في مناقشات علمية مع رجالات العلم والأدب. عُرف الإدريسي بشغفه بحياة التنقل والترحال، ومما يُذكر عن هذا العالم أنه شرع في القيام برحلات مهمة وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، ومن الرحلات التي قام بها زيارته إلى لشبونة وسواحل فرنسا وآسيا الصغرى وصقلية، حيث توطدت الصلة بينه وبين روجر الثاني الذي كان مولَعًا بعلوم شتى ومن أبرزها علم الجغرافيا، فكان أول لقاء بينهما في القصر الملكي عام 532 هـ / 1138 م، وطلب الملك منه وضع خارطة للعالم مع تأليف كتاب في وصف البلاد ليتعرف به على جغرافية بلاده، وجغرافية المعمورة بأسرها، فألَّف كتابًا بعنوان "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق". ومن بين هذه الخرائط خريطة هامة للإدريسي؛ صوَّر فيها منابع النيل العليا آتيةً من بحيرات جنوبي خط الاستواء، وكان الجغرافيون قبله يتخبطون في وصف منابعه، وفي هذه الخرائط أقر الإدريسي بكروية الأرض. وبعد أن أعدَّ الإدريسي الكتاب للملك روجر الثاني اقترح عليه الإدريسيُّ أن يعمل له نموذجًا مجسَّمًا للكرة الأرضية من الفضة يكون عليها أقاليم الأرض بارزة وأنهارها وبحارها غائرة، ففرح روجر بهذا الاقتراح وأراد أن تكون أثرًا خالدًا لذكراه، وكان ذلك سنة 548 هـ / 1153م، فجاء وزنها 144 أُقَّة (معيار للوزن مقداره 1248 جرامًا في مصر)، ولكنها فُقدت عام 555 هـ / 1160م أثناء ثورة النورمان ضد الملك غاليام بعد رحيل الملك روجر، وهي التي عرفت بثورة البارونات الصِّقِلِّيين. بعد وفاة الملك "روجر الثاني" عام 549 هـ / 1154م، تولى بعده ابنه "غاليام الأول"، فألف له الإدريسي كتابًا في الجغرافيا هو "روض الأنس ونزهة النفس"، وهو المعروف باسم "المسالك والممالك"، وكان هذا الكتاب تلخيصًا لكتابه "نزهة المشتاق". لم يعد الإدريسي بنفس المنزلة التي كانت له في القصر النورماني في عهد روجر الثاني، فاعتكف في قصره بضع سنين ألف فيها كتابيه الآخرين: "الجامع لصفات أشتات النبات" و"الأدوية المفردة" وهذا الكتاب مفقود، ويذكر العلامة الدكتور "أحمد سوسة" بأن انتقال النشاط الجغرافي الكارتوغرافي (أي: فن رسم المصوَّرات الجغرافية) من المشرق إلى المغرب، قد مهد السبيل إلى ظهور بوادر النهضة الأوروبية، في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، وقد بقيت خرائط الإدريسي العربية مصدر الاعتماد الرئيسي في الفترة بين القرن الثاني عشر والقرن السادس عشر الميلادي، كما كانت أعمال الإدريسي الجغرافية والكارتوغرافية، المرجعَ الذي استند إليه الباحثون العرب في وضع مصنفاتهم، مثل أبي سعيد المغربي وأبو الفداء والأكفاني وابن دقماق وابن الوردي والحميدي وابن إياس وليون الأفريقي، وأخيرًا الأسرة الصفاقسية بتونس. ووصفته المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه قائلةً "لقد كان الجغرافي العربي الإدريسي هو الذي مثَّل في قصر ملك صقلية دورَ المعلم للغرب، وليس بطليموس كما يدعي بعضهم، وبقيت خريطة الإدريسي ثلاثة قرون تسد الفراغ في الغرب، وتخدم محاولاتهم الخاصة في هذا المجال نموذجًا يُهتدى به".
ت: 668 هـ | عربي الأصل | الدولة الأيوبية و دولة المماليك البحرية
ت: 255 هـ | عربي الأصل | العصر العباسي
ت: كان حيًا 895 هـ | عربي الأصل | دولة المماليك الجراكسة
ت: 493 هـ | العصر العباسي
يلقي موقع علماء العالم الإسلامي الضوء على سيرة وإسهامات علماء العالم الإسلامي، ودورهم في الحضارة الإنسانية. ويضم الموقع مجموعة كبيرة من أهم العلماء شرقًا وغربًا، وفي مختلف مجالات العلوم العقلية والنقلية. ....المزيد