أبو عبد الله محمد بن جابر بن سنان الحراني، من أبرز فلكيي الإسلام، عاش في القرن الثالث وأوائل الرابع الهجريين، وقدَّم العديد من الإنجازات في مجالي الفلك والرياضيات. ...السيرة الذاتية
أبو عبد الله محمد بن جابر بن سنان الحراني، من أبرز فلكيي الإسلام، عاش في القرن الثالث وأوائل الرابع الهجريين، وقدَّم العديد من الإنجازات في مجالي الفلك والرياضيات. ...السيرة الذاتية
وهو ثلاثة أجزاء، طبعت ترجمته إلى اللاتينية في نورمبرج سنة 1537م، باسم Scientia Stellarum كما أنه طبع مع شروح وهوامش مرفقة به عدة مرات اعتبارًا من سنة 1646م. كما نشر الأصل العربي منقولًا عن النسخة المحفوظة بمكتبة الأسكوريال. وقالوا إنه أصح من زيج بطليموس، وهو أول زيج يحتوي على معلومات صحيحة دقيقة وأرصاد كان لها أثر كبير في علم الفلك خلال العصور الوسطى عند العرب وأوائل عصر النهضة في أوروبا. وقد أوضح في هذا العمل قدرته في تحقيق مواقع كثيرة من النجوم، وكذلك تصحيح حركات القمر والكواكب السيارة، وأثبت بعض الجداول التي تتعلق بالأجرام السماوية وخالف كثيرًا من النظريات التي جاء بها بطلميوس في كتابه المجسطي، وقد أثبت على عكس ما ذهب إليه بطلميوس في تغير القطر الزاوي الظاهر للشمس واحتمال حدوث القصور الحلقي. وعن سبب تأليفه لهذا الكتاب يقول: "ووضعت في ذلك كتابًا أوضحت فيه ما استعجم، وفتحت ما استغلق، وبينت ما أشكل من أصول هذا العلم وما شذ من فروعه، وسهلت به سبيل الهداية لمن يتأثر به ويعمل عليه في صناعة النجوم".
وهو ما يدعى "زاوية الميل الأعظم"، ووجد أن قيمة هذه الزاوية هي 23.35 ولا يبتعد هذا الرقم عن الحقيقة العلمية الثابتة إلى اليوم إلا بمقدار دقيقة واحدة.
وحسابه لا يختلف عما هو معروف اليوم إلا بمقدار دقيقتين.
بينما نفى العلماء ممن أتى قبله إمكانية حدوث مثل هذا الكسوف.
وعمل لها جداول جديدة بالإضافة إلى تحقيقه لمواقع عدد كبير من النجوم.
وكذلك عرف معادلات المثلثات الكروية الأساسية وكثيرًا من أسس النظريات الرياضية والفلكية.
انتقل البتاني إلى بغداد في شبابه ليستزيد من علمائها في مجال الفلك، كما برع في الرياضيات، وعكف البتَّاني على استيعاب النظريات والكتب القديمة والحديثة في علم الفلك، وباشر ما جاء فيها من أرصاد بنفسه؛ حيث عمل برصد الكواكب من سنة 264هـ إلى 306هـ، ودرس السند هند والمجسطي، ويقول في بطلميوس "إنه تَقَصَّى علم الفلك من وجوهه، وإنه يجوز أن يَستدرك عليه في أرصاده على طول الزمان، كما استدرك هو على أبرخس وغيره من نظرائه؛ لجلالة الصناعة ولأنها سمائية لا تدرَك إلا بالتقريب". ومن أشهر أعماله كتاب "الزيج الصابئ" والزيج هو عبارة عن معلومات مركزة ومجدولة، وهذا الزيج بمثابة عمليات حسابية وقوانين عددية وجداول فلكية بها ما يخص كل كوكب، ويمكن بها معرفة الشهور والأيام والتواريخ الماضية، وبها أصول مقررة لمعرفة "الأوج" وهو أبعد نقط الكواكب عن الأرض، و"الحضيض" وهو أقربها من الأرض، وهو أول زيج ضم معلومات دقيقة كان لها أثرها الكبير في تقدم علم الفلك خلال العصور الوسطى عند العرب وأوائل عصر النهضة في أوروبا، وكان يتكون من سبعة وخمسين بابًا، وفي عام 1899م طبع الزيج الصابئ بروما بعد أن حققه كارلو نالينو عن النسخة المحفوظة بمكتبة الإسكوريال بإسبانيا. وللبتاني كذلك أرصاد كثيرة أجراها في الرقة وأنطاكية بسوريا، فقد رصد زاوية الميل الأعظم بمدينة الرقة، وقاس موضع أوج الشمس في مسارها الظاهري، وأثبت احتمال حدوث الكسوف الحلقي للشمس، وحقق مواقع عدد كبير من النجوم، وتحدث عن مسارات الكواكب، وقارن بين التقاويم العربية والرومية والفارسية والقبطية، كما تحدث عن منازل القمر ومطالع النجوم، فضلًا عن وصفه الآلات الفلكية التي استعملها وكيفية صناعتها. كذلك عرف البتاني قانون تناسب الجيوب، واستعمل معادلات المثلثات الكرية الأساسية، كما استعمل الجيوب بدلًا من أوتار مضاعفات الأقواس الذي كان مستعملًا وقتئذ، وأدخل اصطلاح جيب التمام، كما استعمل الخطوط المماسة للأقواس، واستعان بها في حساب الأرباع الشمسية وأطلق عليها اسم "الظل الممدود" الذي يعرف باسم خط المماس، كما تمكن البتاني من إيجاد الحل الرياضي السليم لكثير من المسائل التي حلها اليونانيون هندسيًّا من قبل، مثل تعيين قيم الزوايا بطرق جبرية. كان يرى أن من شروط التقدم والتبحر في هذا العلم الإخلاص في العمل والمثابرة والإتقان، وكان يقول "لأن الحركات السماوية لا يحاط بها معرفة مستقصاة حقيقية إلا بتمادي العصور والتدقيق في الرصد"، ويتحدث صاعد الأندلسي عن عبقرية البتاني بقوله "لا يُعلم أحد من الإسلام بلغ مبلغه في تصحيح أرصاد الكواكب وامتحان حركتها" وقال عنه الفلكي المشهور ساراطون "إن البتَّاني أعظم فلكيِّي جِنسه وقومِه ومن أعظم علماء الإسلام". وقال عنه المستشرق نلينو "إن له رصودًا جليلة للكسوف والخسوف، اعتمد عليها دنتورن سنة 1749م في تحديد تسارع القمر في حركته خلال قرن من الزمان". وقال لالند الفلكي الفرنسي "البتَّاني أحد الفلكيين العشرين الأئمة الذين ظهروا في العالم كله"، وقد تُرجمت أعمال البتاني إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي، ثم ترجمت بعد ذلك إلى لغات أجنبية أخرى، وظلت تلك الأعمال معتمدًا عليها في أوربا قرونًا من الزمان.
ت: 629 هـ | عربي الأصل | العصر العباسي و الدولة الأيوبية
ت: 743 هـ | فارسي الأصل | دولة المماليك البحرية
ت: 505 هـ | العصر العباسي
ت: عاشت بالقرن الرابع الهجري | فارسي الأصل | الدولة الحمدانية
يلقي موقع علماء العالم الإسلامي الضوء على سيرة وإسهامات علماء العالم الإسلامي، ودورهم في الحضارة الإنسانية. ويضم الموقع مجموعة كبيرة من أهم العلماء شرقًا وغربًا، وفي مختلف مجالات العلوم العقلية والنقلية. ....المزيد